في ظل التطور الكبير الذي طرأ على كافة المجالات الحياتية والذي رافق الثورة الصناعية، تأثر حقل الفن التشكيليّ بهذا التطور، وخاصة في بدايات إلى منتصف القرن التاسع عشر وحتى وقتنا الحالي، ظهرت العديد من المدارس والمذاهب التي أخذت لنفسها اتجاهات وقناعات ومبادىء خاصة بها تميزت بها عن غيرها فيما يتعلق بكافة أشكال الفنون.
ومن هذه المدارس المدرسة الرومانسية والكلاسيكية والوحشية والتجريدية والسيريالية وكذلك المدرسة التكعيبية، وتنافست جميع هذه المدارس بمذاهبها الخاصة لتثبت نفسها وتثبت صحتها على كافة المدارس الأخرى، ونظراً لأن النظرة الواقعية الناقدة هي الأقوى في جميع الميادين سنخصص الحديث في هذا المقال عن المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي.
المدرسة الواقعية ما بين النشأة والمفهومهي إحدى المدارس الفنية التي تركز في اهتمامها على كل ما هو واقعي وحقيقي وموجود في الطبيعة، بحيث تسعى إلى تطبيق هذه الماديات على شكل أعمال فنية وتصويرها بصورة طبق الأصل، وذلك من خلال رصد كافة الظروف المهمة على أرض الواقع؛ سواء الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية وكذلك السؤون الدينية المختلفة، وتظهر في هذا الفن مشاعر وانفعالات الفنان في كافة الأعمال التي ينتجها، مما أتاح المجال لوجود نوعين من المدارس الواقعية وهما الواقعية الرمزية، والواقعية التعبيرية.
رافق ظهور تلك المدرسة انتقال العالم بشكل جذري من الحياة الزراعية إلى الحياة الصناعية المتطورة، والتي أضحى فيه الواقع الملموس أساساً متيناً تبنى عليه الأشياء، حيث ركزت الثورة العلمية والتقنية على تقديم تفسيرات وتعليل كافة الظواهر على الأرض، وكان هناك سعي دائم لتفسير كافة أسباب الوجود، ومن هنا اقتبس الفن التشكيلي هذا المجال ليجسده كما فعل العلم للوصول إلى نجاحات مماثلة، ومن هنا ظهرت الواقعية.
خصائص المدرسة الواقعيةالمقالات المتعلقة بتعريف المدرسة الواقعية